کد مطلب:336349 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:242

العبرة و الاتعاظ
تشكل زیارة القبور وسیلة للاتعاظ و العبرة، حیث یدرك الزائر للقبور بأن مصیره مهما طال الی الفناء، و هذا الشعور بنفسه یكون رادعا عن تمادیه فی الرذیلة، و لذا ركز الحدیث الوارد عن رسول الله صلی الله علیه و سلم و آله علی هذه الفائدة للزیارة، حیث ورد قوله صلی الله علیه و سلم و آله: (نهیتكم عن زیارة القبور فزوروها فان فیها عبرة) [1] .

و لا تقتصر العبرة من زیارة القبور علی زیارة قبور الأولیاء و الصالحین من عباده فحسب، بل نجد القرآن الكریم یرشدنا الی مواطن العبرة حتی بالنسبة لقبور الجبابرة و الطواغیت، اذ فی زیارتها كمال العبرة و الاتعاظ، قال تعالی بالنسبة لفرعون: (فالیوم ننجیك ببدنك لتكون لمن خلفك آیة و ان كثیرا من الناس عن آیاتنا لغافلون) [2] .



[ صفحه 92]



فشاء الله أن یجعل جسد فرعون الطاغی جثة هامدة لا حراك فیها بعد أن ملك القدرات فی مختلف أنواعها و ظن قومه أنه لا یموت.

فالآیة ذات دعوة صریحة لبنی اسرائیل و الأجیال اللاحقة لزیارة قبر فرعون لیشاهدوا المصیر الذی انتهی الیه فرعون، و ینتهی الیه أمثاله.

قال الزمخشری فی تفسیره: و انه مع ما كان فیه من عظم الشأن و كبریاء الملك آل أمره الی ما ترون؛ لعصیانه ربه عزوجل، فما الظن بغیره؟ أو لتكون عبرة تعتبر بها الأمم بعدك، فلا یجترئوا علی نحو ما اجترأت علیه اذا سمعوا بحالك و بهوانك علی الله [3] .

اذا فالحكمة من ابقاء بدن فرعون هی لغرض زیارته و الزیارة بدورها تعطی العبرة و الاتعاظ.


[1] المستدرك للحاكم 375: 1، كاب الجنائز في زيارة القبور.

[2] يونس: 92.

[3] الكشاف للزمخشري 369: 2.